من أنا

صورتي
السعودية
للقراءة الهادفة في كل المجالات طعم مميز ..وللشعر العربي القديم معزة خاصة .

الجمعة، 16 أغسطس 2013

احترق من فضلك


مقال للكاتب السعودي ..ثامر عدنان شاكر
نوعان من الناس في هذه الحياة، مشعلو الحريق ومطفئوها، لا ثالث لهما، والتصنيف للقدير جون ماكسويل الوارد في كتابه الأخير، «الموهبة لا تكفي أبدا!!»
ومشعل الحريق باختصار هو من يحرص أن يراك مشتعلا، متوهجا، فيسعى أن تبقى تلك النيران بداخلك، ليكون أحرص منك عليها، ولا يهدأ ابدا إذا ما رأى في الجو غيما، أو بوادر هطول قد تروض تلك النيران وتقلمها وتجعل منها بردا وسلاما عليك، فيموت الطموح وتصبح القدرة على الحلم هي أقصى الأماني!! فإنه إن شعر بأن الحياة ستسلبك الحلم، وأن المثبطات بدأت تحيط بك من كل صوب، كب البنزين ليوقد اللهب من جديد، ليصرخ في وجهك.. تحرك.. اركض.. اقفز.. لا تقف فالسكون علامة الأموات.
أما مطفئوها ، فهو قاتل محترف، وجندي جبان يوجه بندقيته صوبك بدلا من صدر العدو. هو من يقتل فيك الحلم، وكل طموح متعللا بقدراتك المحدودة، وطاقاتك المفقودة، أو مذكرا بقائمة طويلة من المستحيلات التي لا تحصى ومعادلات المعقول واللامعقول التي تملأ عقله المريض، فما هي إلا لحظات إلا وقد انطفأت الشعلة وخمدت الطاقة بداخلك، ليتحول الحلم الساري في عروقك إلى بقايا دماء متخثرة، محيلة كل ما فيك إلى سكون مخيف وامتعاض وكلل وملل وروتين، وموت!!
تلك النماذج التي نتحدث عنها لا تعيش على سطح المريخ، بل هي موجودة هنا على الأرض، تأكل معنا وتشاركنا أيامنا، وتسكن بيوتنا بل منهم أهلنا وأحباؤنا، وأقرب الناس إلى قلوبنا، زوجة كانت، أو أما أو أبا، ممن احترفوا مهنة إخماد الحريق بجدارة، لتكون المحصلة أفراد يولدون ويعيشون يملأهم البؤس و«التناحة»، وجيل يتلعثم خجلا من مجرد التفكير في حلم، أو تحدي الواقع بكل ما فيه من صعوبات.
لكن كي تكون ناجحا في مشوارك ما عليك إلا أن تصر على أن «تشعلل» حياتك وتجعل من مشعليها رفقاء الدرب، ولتتخلص من مضعفي الهمم، لكن بتريث و أرجوك لا تطلق زوجتك أو تلقي بها في أقرب سلة مهملات فجأة متعللا بأنها من الصنف إياه، وأنها ليست من مشعلي حريق الطموح بداخلك، فلسنا بصدد تصفية حسابات زوجية هنا، وإنما حاورها وأخبرها أنها الأساس في حياتك وأنك لن تصل للقمر إن لم يكن الوقود يكفي، إن لم تدفع العربة يد أخرى تساند يدك المتأججة حماسة.
كلنا يملك الحطب، وعود الثقاب، كلنا يحمل شيئا ثمينا بداخله، فأشعل النار وأتكل على الله. لا نحتاج لرجال مطافئ في دروبنا، فالحياة وحدها تمتلئ سحبا وغيوما وعواصف قد تحيل أي شعلة إصرار إلى رماد في لمح البصر!! نحتاج إلى حماس متدفق، وثورة دائمة ومثابرة، وتفاؤل، وهؤلاء أهم ألف مرة من موهبة كئيبة قد تولد وتسجن في قلب يتثاءب أو يرتعد خجلا وخوفا من مجرد الخوض في غمار محاولة.
عليكم بالنار فهي سر الشباب الدائم، وهي سر الحياة!!

هناك 6 تعليقات:

  1. اختى الغاليه زهورى
    سعدت بهذه المقاله التى تظهر التحليل لنوعيه الناس التى تختلط معكى احيانا وتعيش بيننا كم من اناس يعيشون ويموتون وهم مازالوا يتثائبون لكل منا قدره على اخراج هواياته وطموحاته للحياه لكن ينقصه الشجاعه لذاك انار الله لكى طريق المعرفه اكثر واكثر حتى تفيدى بها غيرك دمتى بالف خير وسعاده اختى وصديقتى

    ردحذف
  2. اهلا اختي العزيزة .. المهم تكوني انت مشعلة الحرائق فيهم طالما داخلك يشع نورا ومحبة لتنتقل بذور التفاؤل لهم وينتقل وقود الحماس ليضيء حياتهم بالنجاح .

    قال ابو فراس
    تناهض القوم للمعالي لما رأوا نحوها نهوضي
    تكلفوا المكرمات كدا تكلف الشعر بالعروض
    ........
    لكن ...احيانا يكون معك شخص كالابرة اذا اقترب أزعجك
    قد تبكي منه .اذا وجد ته فتمسكي به لانك ستكتشفين انه كان يصلح لك ماتمزق من نفسك.
    ويشمل هذا النوع الزوج والاخ والاخت والابنة والصديقة احيانا .
    .......
    ودعك ممن يحمل النار ليحرقك ويطفيء فيكي جمال الحياة فأمره الى الله ,,ومن يكره ان يراكي سعيدة ناجحة مشرقة .
    وطالما ثقتك بنفسك قوية ورضا الله مبتغاكي فكل شيء بعدها لايهم .
    تحياتي لك وحياكي الله دوما
    فمدونة زهور فخورة بكي

    ردحذف
  3. جهود موفقة ,ندعو لهذه المدونة ومن يقف ورائها بدوام السداد

    (ابو هاشم)

    ردحذف
  4. شكرا لحضورك استاذ ابو هاشم الفاضل ..موفق دائما

    ردحذف
  5. الاخت زهور الريف...تحية عطرة ....انا اسف لتأخري في زيارة مدونتك ومواضيعك الرايقة فكرآ وموضوعآ....موضوع معاش من واقعنا ..فما اكثر من أُطفيء نيران مواهبهم...!! ومن أُجهض نتاج فكرهم....!...وكذلك من سُرق جهدهم..!!..انهم حولنا الكثير مهمتهم هي تكسير العصي وتنشيف البحار....وكسر الاقلام.....وبالمقابل ما اندر من هم يشجعون الغير ...ويدفعون الاخرين لاعلى السلم وهم في الاسفل!!.....انهم المضحون الذين يسعَدون بسعادة الاخرين....انها الحياة تنجب من هذا وذاك...!!! والله المستعان...تحية لمدادك الغزير...اخيكم

    ردحذف
  6. استاذ البحر الفاضل ..لا أسف.. متى سمحت الظروف فالمدونة ترحب بزوارها الكرام مع الشكر .
    نعم هي الحياة تنجب هذا وذاك
    فلنحاول جميعا أن نكون مشاعل نور ولا نسمح لأحد ان يطفئ مكامن الضوء داخلنا ,ولنغرس في الابناء ذلك ايضا ..
    بوركت

    ردحذف