من أنا

صورتي
السعودية
للقراءة الهادفة في كل المجالات طعم مميز ..وللشعر العربي القديم معزة خاصة .

الجمعة، 26 يوليو 2013

لن تنتصر في كل معارك الحياة. فأعرف ذلك جيداً . وأبتسم!




نصيحة يُقدمها لك ورين بوفيت من خلال أسطر كتابه ، " أسرار الإدارة"، وليت النصيحة أتت على لسان معتوه لعذرناه وقلنا مهزومٌ يهذي، أو مسطول لم يُبالِ ذات يوم ولم يكترث بتحديات الدرب وحمّى المناصب وحلاوة الجاه، لكنها نصيحة يُرددها بإصرار قائد إداري محنّك فذ، صال وجال في عالم البزنس منذ منتصف القرن الماضي!!؟


نصيحة ذهبية في عصر الهزائم المتلاحقة التي نعيشها وتؤلمنا وتربكنا، نصيحة بمثابة إنذار لمن يظن أن الدنيا تنتهي حين نسقط في الطريق فجأة، أو حين تضيق بنا السُبل دون سابق إنذار، أو ربما هي لحظة رحيل الغيم وعطش الأرض وتوالي سنوات القحط وموت الأمل في أفئدتنا جوعاً وظمئاً!!؟

ورين بوفيت المستثمر الداهية في عالم الأسهم وأحد أعظم المستثمرين في تاريخ الاقتصاد الأمريكي، والذي بلغت ثروته 44 بليون دولار في عام 2006م، والذي يُصنّف في قائمة أثرياء العالم، على حسب مجلة فوريس الاقتصادية الأمريكية، يقول لك صارخاً .. يجب أن تُعلن هزيمتك مقراً بفوز خصمك، فبعض الجولات يجب أن تخسرها عمداً، حتى تنتصر في الجولة الأخيرة وهذا هو الذكاء بل هو سر من أسرار النجاح!!؟

ورين بوفيت الذي يعيش في بيت يمتلكه منذ ثلاثين عاماً، ويقود سيارة " لينكن- تاون كار" لم يعد أحد يتذكر موديلها، والتي لا يرضى أن يعمل عليها سائق آسيوي في بلادنا الغنية، يُعلمّنا كيف أن الصبر يولد الإنجاز ، وأن العمل في صمت دون الاكتراث بالمثبطات هو السر الحقيقي لبلوغ الأحلام، وأن هناك معارك يجب أن ننسحب منها بإعلان خصومنا أبطالاً لجولات فرعية لن تُسقطنا من حلبة الحياة ولن تعني نهايتنا!!؟

هي نظرية إدارية باهظة الثمن من عقلٍ جبّار في دنيا المال يعرف معنى صناعة الأعمال بعد أن قاد شركته Berkshire Hathaway لتحقيق أرباحاً فلكية منذ بداية الستينات الميلادية.. نصيحة واقعية من مجرّب!؟

اليوم خطّط لهزائمك بحنكة، فالهدف الأسمى يكمن في رحلة الصعود من القاع نحو القمة!! أبكِ فقط حين تتوقف العربة على حافة الجبل وتبدأ في التدحرج للأسفل، ساعتها أصرخ وولول وأعزم الأصحاب وأهل الحي على مأدبة المساء وسمّها إن شئت حفل اعتزال الحياة!!؟

من منّا يا ترى لم يُقابل حسوداً لئيماً مد قدميه ويديه لينال من خطاه، ومن منّا لم تهب الرياح عليه لتُبعثر أوراقه وتقلب الطاولة رأساً على عقب، ومن منّا لم يفر من سماءه القمر ذات مساء ليتوه بعدها في الظلام ويرتعد خشية التيه وضياع الوطن.. الذي يصنع فرقاً هو أن نُدرك جيداً أن حصيلة ما تعلمنه من تلك العثرات وسنين القحط العديدة كان المحفز لغدٍ أجمل

هذه ورقة وهذا قلم، فإن أردت أن تكتشف قدرتك على خوض معركة النجاح فلتخط اعترافاً وترسله مع ساعي البريد لكل من نال منك في الماضي

"مدينٌ أنا اليوم لكل من هزموني يوماً، وأنت يا سيدي واحدٌ منهم، فلولا مرارة الانكسار ما تولّدت طاقة الرغبة الجميلة في الحياة بداخلي.. لولا الأحزان ما بقيت الأحلام وكبرت على ضفاف القلب.. لولا الهموم ما أشرقت ابتسامتي على وجنتي وما أدركت معنى الأمل. لولا الداء ما كان الداء.. ولولا الكفر ما كان الإيمان.. فشكراً بل ألف شكر"!؟

كن مهزوماً بشرط أن تُعانق عينيك قمة الهرم، فالهزيمة تُعلّم ما لا يجرؤ أن يُلقننا إياه ألف انتصار!
الكاتب : ثــــــــامر عدنــــــــان شــــــــــاكر

هناك 4 تعليقات:

  1. كل عام وانت بخير زهور الريف
    شرفنى المرور من هنا

    ردحذف
  2. شكرا لك وكل عام وانت بخير

    ردحذف
  3. اختى الغاليه الوفيه
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وكل عام وانتى والعائله الكريمه بخير وسعاده ويعيد علينا وعليكم الايام المباركه باليمن والبركات والامن والامان للعرب والمسلمين اجمعين اتمنى لكى الخير والصحه دائما

    ردحذف
  4. وعليكم السلام ورحمة الله
    اهلا اختي وكل عام وانت بالف خير

    ردحذف