التصالح مع الذات
....................
يروي «ستيفن كوفي» في كتابه «العادات السبع للناس الأكثر فاعلية» قصته مع
رجل ركب معه المترو يوماً مصحوباً بأطفاله الذين كانوا يقفزون من كرسي إلى
آخر، وكان صراخهم يكاد يصمّ آذان الركّاب دون أن يتكلف الأب حتى عناء النظر
إليهم. لم يحتمل كوفي تلك الفوضى، فهجم على الرجل بكلام قاسٍ وطلب منه أن
يضبط أطفاله.
انتبه الرجل فجأة وقال له:«اعذرني، فلقد توفيت أمهم في المستشفى قبل قليل ولم أنتبه لهم من هول الصدمة، أنا آسف» عندها لم يعرف كوفي ماذا يفعل، وتمنى لو أنه تريّث قليلاً قبل أن يحكم على الرجل بأنه مُهمِل.
إن ما قام به كوفي هو تصرف مألوف يمتهنه بنو البشر، فلا يكاد أحدنا يرى شخصاً غريباً، حتى يبدأ بإطلاق أحكامه عليه، وخصوصاً إذا كان ذلك الشخص ينحدر من ثقافة أخرى أو من معتقد آخر.
كلّنا يحمل في داخله قاضي صغير، ولكنه ظالم في كثير من الأحيان، ومتسرع في إطلاق أحكامه.. قاضٍ لم تنصّبه المحكمة، بل إنه حتى لم يدرس القانون، فهو نتاج لصراع الإنسان مع ذاته، وعراكه المستمر مع نفسه.. ولذلك، يرفض هذا القاضي أي صلح بين المرء وبين نفسه.
لكي تتصالح مع الآخرين عليك أولاً أن تتصالح مع ذاتك، وأن تقبلها بكل عيوبها، بضعفها وبزلاتها دون أن تحكم عليها، ودون أن تصنّفها أيضاً. عليك ألا تقهر نفسك، ولا تهينها ولا تحقّرها، فكما تدينها تدينك، والجزاء من جنس العمل. أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تَقْبل الآخر بكل اختلافاته وتناقضاته، ليس لأنك تحبه، ولكن لأنك، ببساطة، لا تكرهه.
انظر إلى غاندي، ومانديلا، والأم تريزا، هؤلاء أمثلة على أناس عقدوا صلحاً أبدياً مع أنفسهم، لأنهم اكتشفوا بأن كره المرء لنفسه هو أسوأ خطيئة يرتكبها الإنسان في حياته، وحتى بعد مماته.
يستغرب البعض كيف استطاع مانديلا أن يعيش في زنزانة ضيقة طوال سبعة وعشرين عاماً، الجواب ببساطة هو أن مانديلا تجاوز نفسه ليتصالح مع الكون كلّه، ومع الوجود، فاتسع قلبه لكل المعتقدات ولكل الأشكال ولكل الألوان، فأصبح «سعادة» تمشي على الأرض. ليس النجاح في الوصول إلى السعادة، ولكنه في إيجادها. هؤلاء أوجدوا سعادتهم في عنابر السجون، وفي مخيمات المعدومين والفقراء.
أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تترك الوعظ جانباً وتهبط إلى المجتمع حتى تفهم مكوناته، وتستوعب تقلّباته التي تشكّل، في خضم تناقضاتها، نسيجه اللامحدود، الذي لم يزده الوعظ تماسكاً. يعتقد ابن خلدون بأن الوعظ، في أحيان كثيرة، يؤدي إلى سفك الدماء، فالناس، لبساطتها، تثيرها المشاعر، ويهيجها الكلام الوعظي، فتندفع كبركان ثائر، ليدمّر الأخضر واليابس. انظر إلى الشباب من حولك، هل زادهم الوعظ صلاحاً؟
أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تدرس الواقع كما هو، دون أن تفرض عليه قوانينك أو معتقداتك أو تعاليمك، ودون أن تنصب ثقافتك كميزان لقياس مدى صلاح المجتمع، فكل يعتقد بأن ثقافته هي الأصوب. أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تتخلى عن الخرافة، ولن يتأتى لك ذلك إلا من خلال العلم. فكما تقول الحكمة: كلّما زاد العلم، قلّت الخرافة.. تأمّل قليلاً وستعرف ما هو العلم، يقول كونفيشيوس:«لكي تصل إلى المعرفة عليك أن تبدأ بالتفكير».
أن تتصلح مع ذاتك يعني أن تدفع بالتجريد إلى حده الأقصى، لكى ترى الوجود الخالص المجرد من كل ما هو حسّي، وكل ما هو تاريخي.. يعني ذلك أن تنسى تاريخك، للحظات، وتبدأ تاريخاً جديداً، تستهله بحلم أو طموح، تاريخٌ يبدأ بكلمة «اقرأ».
عندما ترى شخصاً ما يقوم بفعل سيء، في عُرفِك، فلا تحكم عليه بأنه إنسان سيء، فلقد قال الفلاسفة، بعد ألفي عام من النقاش، إن جوهر الشيء لا ينتمي إلى الشيء ذاته، فقد تكون الظروف، وليست نفسه الشريرة، هي التي دفعت فقيراً إلى السرقة. لقد توصل الفلاسفة إلى أن جوهر الشيء مرتبط بعالم الفكر والروح، لا عالَم المادة، لذلك كان التصالح مع الروح هو أول خطوات الحضارة.
لكي تتصالح مع ذاتك عليك أن تعود بذاكرتك إلى الوراء، وتبدأ منذ أول ذكرى في حياتك، وعند أول معلومة حفظتها، ثم قم بمسح كل ذكريات العنف والأسى والقهر، وامسح كذلك كل ما حفظته من شعر الحماسة وشعر الهجاء، ولا تنسى أن تمسح أيضاً كل معلومة عن الحروب التاريخية، تلك التي عاصرتها، أو قرأت عنها، أو حتى تمنيتها.
أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تناهض التعميم، وتعارض فكرة الشمولية. فالتعميم يلغي خصائص الأشياء ويمحق صفات الناس المتباينة، ليحيلهم جميعاً إلى قالب واحد، أشبه بالحجر في قسوته، وأقرب إلى الفخار في هشاشته.. التعميم يلغي مميزات الأشياء، تماماً مثلما يلغي الظلام كل الألوان.. التعميم هو أقرب وصف للظلام.
المتصالح مع ذاته يشبه النهر الذي يستمر في صبّ مياهه العذبة في البحر المالح على الرغم من علمه بأنه لن يحيله حلواً، فهو يعلم بأن مهمّته تكمن في ري الأراضي التي يمر عليها، وليس في تحلية مياه البحر.
المتصالح مع ذاته ينصت كثيراً، ليفهم أكثر، ينصت للأفكار التي يبثها الناس في السماء من حوله، تلك التي تحلّق وتحط على الصامتين، المنصتين، المتأملين، الذين يظنون بأن الفكرة لا تحلّ إلا على من يستحقها فقط.
السماء لذلك المتصالح هي مصدر الحكمة، والأرض هي مصدر الشقاء، لذلك تجده يطيل النظر إلى السماء دائماً، حتى يتحلى بصفات أهلها. تقول الحكمة:«الأشخاص العظام يناقشون الأفكار، والأشخاص العاديون يناقشون الأشياء، أما الأشخاص الصغار، فإنهم يناقشون الأشخاص».
انتبه الرجل فجأة وقال له:«اعذرني، فلقد توفيت أمهم في المستشفى قبل قليل ولم أنتبه لهم من هول الصدمة، أنا آسف» عندها لم يعرف كوفي ماذا يفعل، وتمنى لو أنه تريّث قليلاً قبل أن يحكم على الرجل بأنه مُهمِل.
إن ما قام به كوفي هو تصرف مألوف يمتهنه بنو البشر، فلا يكاد أحدنا يرى شخصاً غريباً، حتى يبدأ بإطلاق أحكامه عليه، وخصوصاً إذا كان ذلك الشخص ينحدر من ثقافة أخرى أو من معتقد آخر.
كلّنا يحمل في داخله قاضي صغير، ولكنه ظالم في كثير من الأحيان، ومتسرع في إطلاق أحكامه.. قاضٍ لم تنصّبه المحكمة، بل إنه حتى لم يدرس القانون، فهو نتاج لصراع الإنسان مع ذاته، وعراكه المستمر مع نفسه.. ولذلك، يرفض هذا القاضي أي صلح بين المرء وبين نفسه.
لكي تتصالح مع الآخرين عليك أولاً أن تتصالح مع ذاتك، وأن تقبلها بكل عيوبها، بضعفها وبزلاتها دون أن تحكم عليها، ودون أن تصنّفها أيضاً. عليك ألا تقهر نفسك، ولا تهينها ولا تحقّرها، فكما تدينها تدينك، والجزاء من جنس العمل. أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تَقْبل الآخر بكل اختلافاته وتناقضاته، ليس لأنك تحبه، ولكن لأنك، ببساطة، لا تكرهه.
انظر إلى غاندي، ومانديلا، والأم تريزا، هؤلاء أمثلة على أناس عقدوا صلحاً أبدياً مع أنفسهم، لأنهم اكتشفوا بأن كره المرء لنفسه هو أسوأ خطيئة يرتكبها الإنسان في حياته، وحتى بعد مماته.
يستغرب البعض كيف استطاع مانديلا أن يعيش في زنزانة ضيقة طوال سبعة وعشرين عاماً، الجواب ببساطة هو أن مانديلا تجاوز نفسه ليتصالح مع الكون كلّه، ومع الوجود، فاتسع قلبه لكل المعتقدات ولكل الأشكال ولكل الألوان، فأصبح «سعادة» تمشي على الأرض. ليس النجاح في الوصول إلى السعادة، ولكنه في إيجادها. هؤلاء أوجدوا سعادتهم في عنابر السجون، وفي مخيمات المعدومين والفقراء.
أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تترك الوعظ جانباً وتهبط إلى المجتمع حتى تفهم مكوناته، وتستوعب تقلّباته التي تشكّل، في خضم تناقضاتها، نسيجه اللامحدود، الذي لم يزده الوعظ تماسكاً. يعتقد ابن خلدون بأن الوعظ، في أحيان كثيرة، يؤدي إلى سفك الدماء، فالناس، لبساطتها، تثيرها المشاعر، ويهيجها الكلام الوعظي، فتندفع كبركان ثائر، ليدمّر الأخضر واليابس. انظر إلى الشباب من حولك، هل زادهم الوعظ صلاحاً؟
أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تدرس الواقع كما هو، دون أن تفرض عليه قوانينك أو معتقداتك أو تعاليمك، ودون أن تنصب ثقافتك كميزان لقياس مدى صلاح المجتمع، فكل يعتقد بأن ثقافته هي الأصوب. أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تتخلى عن الخرافة، ولن يتأتى لك ذلك إلا من خلال العلم. فكما تقول الحكمة: كلّما زاد العلم، قلّت الخرافة.. تأمّل قليلاً وستعرف ما هو العلم، يقول كونفيشيوس:«لكي تصل إلى المعرفة عليك أن تبدأ بالتفكير».
أن تتصلح مع ذاتك يعني أن تدفع بالتجريد إلى حده الأقصى، لكى ترى الوجود الخالص المجرد من كل ما هو حسّي، وكل ما هو تاريخي.. يعني ذلك أن تنسى تاريخك، للحظات، وتبدأ تاريخاً جديداً، تستهله بحلم أو طموح، تاريخٌ يبدأ بكلمة «اقرأ».
عندما ترى شخصاً ما يقوم بفعل سيء، في عُرفِك، فلا تحكم عليه بأنه إنسان سيء، فلقد قال الفلاسفة، بعد ألفي عام من النقاش، إن جوهر الشيء لا ينتمي إلى الشيء ذاته، فقد تكون الظروف، وليست نفسه الشريرة، هي التي دفعت فقيراً إلى السرقة. لقد توصل الفلاسفة إلى أن جوهر الشيء مرتبط بعالم الفكر والروح، لا عالَم المادة، لذلك كان التصالح مع الروح هو أول خطوات الحضارة.
لكي تتصالح مع ذاتك عليك أن تعود بذاكرتك إلى الوراء، وتبدأ منذ أول ذكرى في حياتك، وعند أول معلومة حفظتها، ثم قم بمسح كل ذكريات العنف والأسى والقهر، وامسح كذلك كل ما حفظته من شعر الحماسة وشعر الهجاء، ولا تنسى أن تمسح أيضاً كل معلومة عن الحروب التاريخية، تلك التي عاصرتها، أو قرأت عنها، أو حتى تمنيتها.
أن تتصالح مع ذاتك يعني أن تناهض التعميم، وتعارض فكرة الشمولية. فالتعميم يلغي خصائص الأشياء ويمحق صفات الناس المتباينة، ليحيلهم جميعاً إلى قالب واحد، أشبه بالحجر في قسوته، وأقرب إلى الفخار في هشاشته.. التعميم يلغي مميزات الأشياء، تماماً مثلما يلغي الظلام كل الألوان.. التعميم هو أقرب وصف للظلام.
المتصالح مع ذاته يشبه النهر الذي يستمر في صبّ مياهه العذبة في البحر المالح على الرغم من علمه بأنه لن يحيله حلواً، فهو يعلم بأن مهمّته تكمن في ري الأراضي التي يمر عليها، وليس في تحلية مياه البحر.
المتصالح مع ذاته ينصت كثيراً، ليفهم أكثر، ينصت للأفكار التي يبثها الناس في السماء من حوله، تلك التي تحلّق وتحط على الصامتين، المنصتين، المتأملين، الذين يظنون بأن الفكرة لا تحلّ إلا على من يستحقها فقط.
السماء لذلك المتصالح هي مصدر الحكمة، والأرض هي مصدر الشقاء، لذلك تجده يطيل النظر إلى السماء دائماً، حتى يتحلى بصفات أهلها. تقول الحكمة:«الأشخاص العظام يناقشون الأفكار، والأشخاص العاديون يناقشون الأشياء، أما الأشخاص الصغار، فإنهم يناقشون الأشخاص».
..................................................................
مجتمع (بلاك بيري )
................
يجلس في مطعم فيخرج هاتفين ـ على الأقل ـ من جيبه ليضعهما في مكان بارز
على الطاولة أمامه. لا يقرأ لائحة الطعام، ومعظم أصدقائه الجالسين على
الطاولة يفعلون مثله، فيقع اختيار وجبات الطعام على المسكين الذي يملك
هاتفاً واحداً فقط، أو ذلك الذي لم يسعفه الوقت لامتشاق هواتفه من جيبه
بعد.
وخلال جلسة العشاء تلك، يومئ كل منهم على هواتفه كل دقيقة ليتأكد بأنه لم يغفل رسالة نصية، أو بريدا إلكترونيا، أو رسالة عبر «الماسنجر» في جهاز البلاك بيري.
إذا تحدثت مع أحد هؤلاء تتفاجأ به وهو يشيح بوجهه عنك فجأة دون استئذان، حتى وإن كنت مسترسلاً في حديث معه، ليستقبل اتصالاً هاتفياً قد لا يكون مهماً، دون أن يخطر على باله مثلاً أن يؤجل الرد على المتصل حتى تنفض الجلسة، أو على الأقل، حتى تنتهي من كلامك.. عندها تتساءل: لو كنت أنا المتصل فهل كنت سأحظى باهتمام أكبر؟
هذه بعض تصرفات من أسميهم بـ «البلاك بيريين» الذين يتعاملون مع المجتمع من حولهم، مثلما كان النبلاء يتعاملون مع أفراد الشعب الآخرين في فرنسا قبل الثورة الفرنسية، ولكن الفرق هو أن المجتمع الفرنسي آنذاك كان مقسماً إلى عدة طبقات، منها رجال الدين والبرجوازيون وطبقة الشعب الفقيرة، أما البلاك بيريون فإنهم الأغلبية الساحقة في مجتمعنا الخليجي. بدأ هؤلاء بالظهور بعد انتشار جهاز «بلاك بيري» منذ سنتين تقريباً بين عامة الناس.
حيث كان هذا الجهاز محصوراً في فئة الموظفين الكبار، الذين تهمهم متابعة بريدهم الإلكتروني على مدار الساعة، ولكن بعد ظهور جهاز «الماسنجر» للتواصل في هاتف البلاك بيري، أصبح اقتناؤه فرض عين على شباب وفتيات الخليج.
من الطرائف أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ساهم في تسويق البلاك بيري دون أن يعلم، فلقد التقتطه عدسة أحد المصورين وهو خارج من البيت الأبيض حاملاً في يده جهاز بلاك بيري، لترتفع حصة الجهاز من سوق الهواتف المتحركة في الولايات المتحدة وحدها إلى نسبة 56%، بحسب مجلة فورتشن.
لقد تحول البلاك بيري من مجرد هاتف محمول إلى ثقافة جديدة، ينشغل المنضوون تحت لوائها بصغائر الأمور في غالبية الأحيان، فهي ثقافة سطحية وسريعة، لا تحب التفاصيل أو الفهم العميق للأشياء من حولها، فالمهم هو الحصول على الخبر وليست مصداقيته، والأهم من ذلك هو سرعة نشر ذلك الخبر قبل الآخرين. البلاك بيريون منطوون على ذواتهم دون أن يعلموا، فترى أحدهم يشعر بالوحدة إذا كان مع الجماعة، ويشعر أنه اجتماعي إذا خلا بجهازه الأسود الصغير.
لقد أشارت إحدى الدراسات التي أجريت في بريطانيا على مجموعة من الموظفين، إلى أن البلاك بيريين يعملون عشر ساعات إضافية في الأسبوع دون أن يعلموا بذلك، وبعضهم يرسل قرابة 500 رسالة نصية ورسالة ماسنجر وبريد إلكتروني يومياً، حيث قال معظم الذين شملتهم الدراسة إنهم أصبحوا «عبيداً» لهواتفهم المحمولة، وقالوا أيضاً إنهم ينامون وأجهزة البلاك بيري الخاصة بهم أقرب إلى وسادتهم من زوجاتهم.
انتشر مصطلح في الغرب حول ثقافة استخدام جهاز البلاك بيري وهو «Crackberry»، وكلمة «كراك» تعني باللهجة الدارجة نوعا من الكوكايين، أي أن استخدام البلاك بيري أصبح إدماناً مثل الكوكايين، حيث أنه لا يمكن للبلاك بيريين الاستغناء عنه للحظة واحدة. ادخل فصلاً دراسياً في إحدى الجامعات، مطعماً، مقهى، قاعة اجتماعات، مسجداً، صالة رياضية.
وتأكد بأنك سترى جهاز بلاك بيري أمام أحدهم وعينه مسمّرة عليه. لقد أفقد هذا الجهاز الصغير أفراد المجتمع كثيراً من أدبيات الحياة وأساسيات التعامل مع الآخرين، فتجدهم متحلقين حول طاولة الطعام وجلّهم يعتذرون إلى أصدقائهم الموجودين على جهاز الماسنجر.
وخلال جلسة العشاء تلك، يومئ كل منهم على هواتفه كل دقيقة ليتأكد بأنه لم يغفل رسالة نصية، أو بريدا إلكترونيا، أو رسالة عبر «الماسنجر» في جهاز البلاك بيري.
إذا تحدثت مع أحد هؤلاء تتفاجأ به وهو يشيح بوجهه عنك فجأة دون استئذان، حتى وإن كنت مسترسلاً في حديث معه، ليستقبل اتصالاً هاتفياً قد لا يكون مهماً، دون أن يخطر على باله مثلاً أن يؤجل الرد على المتصل حتى تنفض الجلسة، أو على الأقل، حتى تنتهي من كلامك.. عندها تتساءل: لو كنت أنا المتصل فهل كنت سأحظى باهتمام أكبر؟
هذه بعض تصرفات من أسميهم بـ «البلاك بيريين» الذين يتعاملون مع المجتمع من حولهم، مثلما كان النبلاء يتعاملون مع أفراد الشعب الآخرين في فرنسا قبل الثورة الفرنسية، ولكن الفرق هو أن المجتمع الفرنسي آنذاك كان مقسماً إلى عدة طبقات، منها رجال الدين والبرجوازيون وطبقة الشعب الفقيرة، أما البلاك بيريون فإنهم الأغلبية الساحقة في مجتمعنا الخليجي. بدأ هؤلاء بالظهور بعد انتشار جهاز «بلاك بيري» منذ سنتين تقريباً بين عامة الناس.
حيث كان هذا الجهاز محصوراً في فئة الموظفين الكبار، الذين تهمهم متابعة بريدهم الإلكتروني على مدار الساعة، ولكن بعد ظهور جهاز «الماسنجر» للتواصل في هاتف البلاك بيري، أصبح اقتناؤه فرض عين على شباب وفتيات الخليج.
من الطرائف أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ساهم في تسويق البلاك بيري دون أن يعلم، فلقد التقتطه عدسة أحد المصورين وهو خارج من البيت الأبيض حاملاً في يده جهاز بلاك بيري، لترتفع حصة الجهاز من سوق الهواتف المتحركة في الولايات المتحدة وحدها إلى نسبة 56%، بحسب مجلة فورتشن.
لقد تحول البلاك بيري من مجرد هاتف محمول إلى ثقافة جديدة، ينشغل المنضوون تحت لوائها بصغائر الأمور في غالبية الأحيان، فهي ثقافة سطحية وسريعة، لا تحب التفاصيل أو الفهم العميق للأشياء من حولها، فالمهم هو الحصول على الخبر وليست مصداقيته، والأهم من ذلك هو سرعة نشر ذلك الخبر قبل الآخرين. البلاك بيريون منطوون على ذواتهم دون أن يعلموا، فترى أحدهم يشعر بالوحدة إذا كان مع الجماعة، ويشعر أنه اجتماعي إذا خلا بجهازه الأسود الصغير.
لقد أشارت إحدى الدراسات التي أجريت في بريطانيا على مجموعة من الموظفين، إلى أن البلاك بيريين يعملون عشر ساعات إضافية في الأسبوع دون أن يعلموا بذلك، وبعضهم يرسل قرابة 500 رسالة نصية ورسالة ماسنجر وبريد إلكتروني يومياً، حيث قال معظم الذين شملتهم الدراسة إنهم أصبحوا «عبيداً» لهواتفهم المحمولة، وقالوا أيضاً إنهم ينامون وأجهزة البلاك بيري الخاصة بهم أقرب إلى وسادتهم من زوجاتهم.
انتشر مصطلح في الغرب حول ثقافة استخدام جهاز البلاك بيري وهو «Crackberry»، وكلمة «كراك» تعني باللهجة الدارجة نوعا من الكوكايين، أي أن استخدام البلاك بيري أصبح إدماناً مثل الكوكايين، حيث أنه لا يمكن للبلاك بيريين الاستغناء عنه للحظة واحدة. ادخل فصلاً دراسياً في إحدى الجامعات، مطعماً، مقهى، قاعة اجتماعات، مسجداً، صالة رياضية.
وتأكد بأنك سترى جهاز بلاك بيري أمام أحدهم وعينه مسمّرة عليه. لقد أفقد هذا الجهاز الصغير أفراد المجتمع كثيراً من أدبيات الحياة وأساسيات التعامل مع الآخرين، فتجدهم متحلقين حول طاولة الطعام وجلّهم يعتذرون إلى أصدقائهم الموجودين على جهاز الماسنجر.
أو كما يطلق عليه «بي بي إم»، لتأخرهم في الرد عليهم، ولا يشعرون بالحرج
من أصدقائهم أو أقربائهم الجالسين معهم على نفس الطاولة، عندما يتجاهلونهم
كلّما رن منبه الرسائل.
أصبحنا نعتمد على البلاك بيري، في أوقات كثيرة، للحصول على معلومة ما، فأصبنا بـ «كسل الحضارة»، فلا نحن نحفظ المعلومات المهمة في صدورنا، ولا نحن نعرف كيف نجدها إذا لم نكن على اتصال بالإنترنت، ولذلك أصبحت المعلومة سلعة رخيصة متوفّرة لنا في أي وقت، فزهدنا فيها وتركناها.
ذهبت مرة مع الكاتب البرازيلي «باولو كويلو» إلى الصحراء، وعندما جلسنا في المساء لاحتساء الشاي، أخرجت هاتفي النقال وشرعت بالتصوير، فأمسكني من يدي وقال لي: «دع عنك الآلة فإنها تفسد الطبيعة، اتركها وسوف تتّحِدُ مع الجمال». لم أستوعب تماماً ما كان يقصد، حتى اقتنيت بلاك بيري بعد ضغط من الأهل والأصدقاء.
أصبحنا نعتمد على البلاك بيري، في أوقات كثيرة، للحصول على معلومة ما، فأصبنا بـ «كسل الحضارة»، فلا نحن نحفظ المعلومات المهمة في صدورنا، ولا نحن نعرف كيف نجدها إذا لم نكن على اتصال بالإنترنت، ولذلك أصبحت المعلومة سلعة رخيصة متوفّرة لنا في أي وقت، فزهدنا فيها وتركناها.
ذهبت مرة مع الكاتب البرازيلي «باولو كويلو» إلى الصحراء، وعندما جلسنا في المساء لاحتساء الشاي، أخرجت هاتفي النقال وشرعت بالتصوير، فأمسكني من يدي وقال لي: «دع عنك الآلة فإنها تفسد الطبيعة، اتركها وسوف تتّحِدُ مع الجمال». لم أستوعب تماماً ما كان يقصد، حتى اقتنيت بلاك بيري بعد ضغط من الأهل والأصدقاء.
فلقد كنت أمارس رياضة المشي قبل أيام على جهاز إلكتروني في إحدى غرف
المنزل، وفجأة تذكرت كلام باولو. أوقفت الجهاز وهرعت إلى شاطئ البحر، مشيت
هناك دون بلاك بيري، اتحدت حينها مع الطبيعة، ورأيت البحر لأول مرة منذ
خمسة عشر عاماً كما هو، على حقيقته المجردة، النقية من كل رسالة نصية،
والصافية من كل بريد إلكتروني.
عندما يستيقظ البلاك بيريون من نومهم، فإن أول شيء يقومون به هو فتح صندوق رسائل الماسنجر، ليلقوا التحية على أصدقائهم، ويتأكدوا من أنهم على اتصال بعالمهم الوهمي. قال لي أحدهم إن زوجته أرسلت له يوماً رسالة نصية عندما استيقظت في الصباح، لأنها تعلم أنه سيقرؤها قبل أن يلتفت إليها ويقول لها: «صباح الخير».
عندما يستيقظ البلاك بيريون من نومهم، فإن أول شيء يقومون به هو فتح صندوق رسائل الماسنجر، ليلقوا التحية على أصدقائهم، ويتأكدوا من أنهم على اتصال بعالمهم الوهمي. قال لي أحدهم إن زوجته أرسلت له يوماً رسالة نصية عندما استيقظت في الصباح، لأنها تعلم أنه سيقرؤها قبل أن يلتفت إليها ويقول لها: «صباح الخير».
لا شك أن التكنولوجيا ضرورية لتسيير حياتنا اليومية، فلا يعقل أن نعود
إلى الوراء ونستخدم البريد المختوم والرسائل المدموغة بطوابع مستطيلة
صغيرة، ولكن، لماذا لا نخصص يوماً واحداً في الأسبوع، أو في الشهر، أو في
السنة، ليكون يوماً خالياً من الرسائل النصية، أو بالأحرى من الآلة، حتى
نتواصل كبشر، كما كنّا نفعل في يوم من الأيام؟!
................................................
الزمن الذي نقضيه في المصعد
...................................
بين زوايا المصعد الأربع، تدور حياة أخرى، ويتشكّل عالم سرمدي الوجود،
لا يكاد يبدأ حتى تتلاشى نهايته الحتمية. في ذلك الصندوق الكبير، يمتد
الزمن أمام ناظرنا إلى مالا نهاية، وتبدو الأحلام التي كنا نحياها خارجة
وكأنها إلحاحٌ كاذب، يطاردنا عندما لا نعيش اللحظة، وعندما نسافر إلى
البعيد، وعندما نريد أن نهرب من الظلّ إلى الظلام.
عندما يدلف أحدنا إلى المصعد، وغالباً ما يحدث ذلك فجأة، فإنه يشعر بأن
ذلك المكان الضيّق الذي يخاف منه أحياناً، قد تحوّل إلى عالم جديد، يريده
أن يستمر بالحركة، ويظل يخشى طوال حركته تلك من توقّفه. إذا ما دخل أحد
المصعد ونحن بداخله، فإننا نشعر للوهلة الأولى بأن ذلك الشخص ما هو إلا
غريب وطئت قدمه أرض الوطن، وبعد ثوانٍ قليلة يستحيل ذلك الغريب إلى مواطن
بوضع اليد، أو بالأحرى بوضع القدم.
بعض الذين يركبون المصعد معنا، يحملون معهم قهوة الصباح التي اختلسوها
بسرعة من المقهى السريع الذي يقدّمها دافئة حتى يتمكن جميع المواطنين من
شربها بسرعة، تماشياً مع نمط حياتهم الذي يرتفع وينزل، تماماً مثل المصعد.
يحرص هؤلاء على حمل القهوة معهم لكي يؤنسوا من حولهم برائحتها الزكيّة، أو
ليهيئوا عقولهم لاستقبال يومٍ طويل جداً، يبدأ عندما تنتهي رحلة المصعد،
وينتهي عندما تبدأ رحلة العودة.
عندما يكتظّ المصعد بالركّاب، يتحول نوره الخافت إلى عتمة، وإذا أردت أن
ترى من يقف حولك، فعليك أن تحيل ناظرك بعيداً عنهم، تماماً مثلما تفعل إذا
جلست وحدك في غرفتك ليلاً وأردت أن ترى ما فيها، فكلّما نظرت بعيداً عن
الشيء كلما برزت لك ملامحه أكثر فأكثر، وكلّما أمعنت النظر فيه، تبددت
صورته في عتمة الظلام الذي نحبّه أحياناً، ونخشى منه أحياناً.
بعض الذين يرتادون المصاعد لديهم قدرة خارقة على الهروب ممن حولهم
بتركيز أنظارهم على لوحة أرقام الطوابق، فيتسمّرون وكأنهم جزء لا يتجزأ من
تلك البقعة النائية من العالم. حقاً، يبدو المصعد مع هؤلاء وكأنه صحراء
قاحلة، لا ماء فيها ولا كلأ.. مع هؤلاء الناس، لا تكاد تسمع شيئاً غير صوت
أنفاسهم المدوية الذي يشبه صوت الريح في الصحراء عندما تدوّي عالياً كلما
اصطدمت بجبل، أو بأمل.
بعض الناس يعشقون المصاعد، فما أن يدخل أحد هؤلاء معك المصعد حتى تعلو
وجهه ابتسامة مشرقة، تبدد العتمة السوداء، فيستبيح النور ظلمة المكان،
ليحيله إلى مقهى يتجاذب الناس فيه أطراف الحديث. يستهل موطنه الجديد
بتحيّتك، ثم ترى عينيه تدوران بحثاً عن سؤال أو تعليق يكسر حدة الصمت الذي
يفرضه المصعد على كل من يستقلّه.
يخيّل إلي أحياناً أن المصعد يشبه القبر، فهو لا يفرّق بين غني أو فقير،
ولا يعرف أحد ماذا حل بك إذا ما نزلته. بعض القبور تصعد بساكنيها إلى
الأعلى، وبعضها تهبط بهم إلى الأسفل. إن الصفة المشتركة بين المصعد والقبر
أنه في كليهما يسلّم الإنسان أمره إلى الله، ولا يعلم أشرٌّ أريد به فيهما
أم خير.
في المصعد يتعلّم الإنسان فن الإصغاء، فالهمس البسيط يتحول إلى صراخٍ
عالٍ وخصوصاً عندما يكون المصعد مكتظاً بالناس، وأولئك الذين يعملون داخل
مصاعد الفنادق الفخمة، تجدهم يتقنون هذا الفن الذي يعتقد البعض بأنه فن من
فنون المحبة.
في المصعد تنشأ قصص حب، وتتشابك علاقات إنسانية ولكن في الوجدان فقط،
ودون أن تطفو على السطح. يشعر الإنسان إذا ما ارتاد المصعد مع شخص ما كل
يوم ـ وخاصة إذا ما كان ذلك الشخص من الجنس الآخر ـ بأنه يعرفه منذ زمن.
يعرف ماضيه ويستشرف طموحاته، يستشعر آلامه ويضمد جراحه دون أن يلمسها.
يسافر مع فرحته عندما تقلع عن الأرض، ويحط على أرض أحلامه المتناثرة في
السماء كتناثر النجوم في الفضاء.
يشعر الإنسان أحياناً بأنه يعشق ذلك الآخر الذي يجمعه به تاريخ طويل،
أطول من الوقت الذي قضاه معه في المصعد بالتأكيد. غريبة تلك العلاقة التي
تَسْحَقُها قرقعة أبواب المصعد عندما تفتح في الطابق المنشود. عندما نخرج
من المصعد نشعر وكأننا قد نزلنا من رحم الحياة لنعيش مرة أخرى، وما أن ندخل
مكاتبنا حتى ننسى ذلك الماضي الذي سيعود بالغد ليصبح ماضياً آخر.
إن المصعد هو تجسيد لجدلية الوجود الإنساني، وإجابة غير شافية على
سببيّته. وهو تمثيل لطبيعة البشر الذين يَسْعَون منذ أيام فرعون للارتقاء
إلى الأعلى، مع اختلاف الأسباب والوسائل. إن تزايد أعداد المصاعد هو مؤشر
على رغبة وإصرار بني البشر على الاستمرار في الحياة وإبقائها في حراك دائم.
الزمن الذي نقضيه في المصعد هو زمن التحدي، وزمن الوجود الإنساني الممتد
بين الحلم وبين تحقيقه، وهو أيضاً زمن الصبر. الصبر على توقّفه بين
الطوابق أحياناً، والصبر على وحشته إن هو توقّف عن العمل لخلل مؤقت، وكما
قال شكسبير: «ما أتعس من لا يملك شيئاً من الصبر».
وقفت أمام عنوان الكتاب محتارة
ردحذفاشتريته لأشبع الفضول بداخلي
لم أكن اعرف الكاتب
الكتاب رائعا
تقبلي اطيب تحياتي
اهلا احلام العزيزة
ردحذفياليت بعد قرائته كاملا تعطيني رأيك .مع
تمنياتي لك بأمتع الاوقات بين صفحاته .
شكرا لحضورك
اسعد الله صباحك بكل خير
حذفاستمتعت فعلا بقراءة الكتاب
وكما اوضحت لك انا شدني العنوان الغريب للكتاب
وهي المرة الأولى التي اقرأ فيها للمؤلف واعرف عنه
الكتاب رائع فعلا
افكار الكتاب استوقفتني ...كثيرا من المواضي التي ناقشها اعجبتني جدا لأنها مواضيع كانت فعلا تثير تساؤلاتي حولها
حتى رأيه في فن بيكاسو ومقاهي الستار بكس اوافقه عليها
تقبلي اطيب تحياتي
اهلا اختي الكريمة
حذفشكرا لتكرار الزيارة
فعلا الكتاب ذو مواضيع جدا قيمة لأمور نمر بها وبفلسفته
استطاع ان يجذب اكبر قدر من القراء ,وهذا من ميزة الكاتب المبدع ..
اعجبني (لو تأملنا قليلا )موضوعه ال 15
ايضا اليك (رابط برنامج ماقل ودل )الكاتب ياسر حارب جدا جدا روعه
http://www.youtube.com/watch?v=4-CcVazyPyg
برنامج اجتماعي يتناول في كل حلقة إحدى قضايا الحياة التنموية والفكرية التي تمس مختلف شرائح المجتمع، بطريقة بسيطة..
مشاهدة ممتعه ايضا
دمت بخير
وفي كل مرة لك خيار اجمل من سابقه!
ردحذفاشكرك على متعة القراءة التي تمنحيني اياها كل مرة صديقتي
تحياتي
حياكي الله في مكتبتي أي وقت تريدين
ردحذفالأخت الفاضلة القديرة / زهور الريف ( زهرة الفكر الراقية )
ردحذفدائما تجولين بفكرك لأفضل المواضيع والتأملات الفكرية بعمق شديد دام الله فكرك الراق وحسن أختياراتك دائما كل الود والتقدير دومت فى رعاية الله .
شكرا لحضورك اخ امجد الفاضل
ردحذفوتعليقك كبير وثمين .شكرا مجددا
شكرآ اخت زهور الريف على الكتاب والذي حملته من النت وانتهيت من قرائته..وهو كتاب جميل بافكار رائعة وايجابية...يخوض في مواضيع حياتيه واجتماعية منوعه....اسلوبه سهل وافكاره منظمة ومكزة...تشكري على الاختيار.....تقبلي كل الاحترام لاختياراتك لنا...اخيك.....
ردحذفشكرا لحضورك استاذ البحر الفاضل
حذفالاخت الغالية زهرة الزهور
ردحذفكم يسعدنى دائما أنكم تقدمون لنا من آن لآخر أشهى القراءات فأنتم كما قلت مسبقا تتعبون لتبحثوا لنا عن الاروع لنقرأه
وهذا يعنى أنكم تتمتعون بموهبة عالية الجودة
موضوع اليوم أكثر من رائع وأحيكم عليه
تحياتى ايتها الموسوعة البشرية
شكرا لحضورك استاذ عادل الفاضل
حذفيسعدني ان تكون مدونتي كمكتبة شاملة لكل جديد ومفيد ..
اختىالغاليه زهورى
ردحذفاجمل تحيه لاجمل صديقه فعلا انت موسوعه ثقافيه عاليه تجدين البحث والتنقيب عن الجديد من الادباء العرب والاجانب مجهود تشكرى عليه
ربنا يبارك فيكى دائما وتكون مدونتك اوسع مكتبه شامله لكل جديد ومفيد يارب العالمين
اهلا اختي العزيزة ..الله يبارك فيكي ويخليكي بخير دايما
ردحذفتنوري مدونتي