في محاولة بسيطة لفهم مايطرأ في حياتنا..
يلجأ الكثيرون الى أقلامهم عند تكـالب الاحـزان عليهم ويجـدوا
متنفسـا عبرها ..كذلك القراء يهرعـون الى اودية السـطور عندما تحاصـرهم
الهموم ..تلك النظرة العابسة من أرغمت الروائية احلام مستغانمي
على جعل إيذاء الاخرين لها المحرك الاول لادارة عجلة الكتابة لديها ,
((لتكتب لا يكفي ان يهديك أحد دفترا واقلاما بل لابد أن يؤذيك حد الكتابة))
اما الرافعي فيقول :
((وياللعجب ..ان سرور الشاعر الملهم سرور نفسه وحدها ..
ولكن حزنه حزن العالم كله))
الانانية من طبع البشر فالانسان يحب الجميع ان يقفوا معه عند بلائه ليشاركوه.
بينما لحظات فرحه لايحب ذلك !!ويفضل ان يقضيها بمفرده
متقوقعا ليحتفظ بنسمـات تلك الاوقات السعيدة,
(ان الانسان خلق هلوعا .اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا)
صدق ربنا
علينا ان نعرف مآلات الاحزان وحمولاتها وان عرفنا حقيقتها
فهي من باب الكمال ,
يعني إن كل حزن يجر صاحبه الى وحول الاحباط والفتور
هو حزن ممجوج على النقيض تماما ..كل حزن يحلق بصاحبه تحليق الاجنحة بالطيور .
ليبصر من خلال هذا الحزن حقيقة نفسه وحقيقة الكون ,
فيتفرس العيوب ويبحث مع ذاته عن مراتع الزلل والخلل
وهو حزن ممدوح .
لهذا اقول لشتاء الاحزان محاسن فهو يهدي لنا ازهار السعادة الحقيقية
بدلا من تلك المصنعة .
تعلمنا الازمات الاستمتاع بلحظات الحبور عند حلولها
لحظة بلحظة .لان فقدان المحبوبات يورث توقا للقائها
(فلا طعم للحلوى لمن تعود على مذاق العسل )
..............................
إن تأملنا لثوان في اسباب غضبنا وسخطنا في أغلب
الاحيان ..لوجدناها تدور حول قبة واحدة هي:
عدم تقبلنـا لحقيقة الفراق والفقـد .لأن حب التمـلك والسيطـرة
فطـري لاشك ..
لماذا لا يكون البعد مخلصـا لنا عن ماهو زائد عن حاجتنا!
مجرد التفكير بالبعد عمن نحبهم يشعرنا بحبل يقترب
من اعناقنا , كل يوم نحن معرضون أن نفقد او نفارق
شخصا او شيئا عزيزا .
لا ننكر ان فقد احد في حياتنا يحدث ألما وضجة ..
حتى الورق ان فارق كتابه اصدر واحدث صوتا !!
بل ان في كل ثانية تموت لنا خلايا رافقتنا طول حياتنا .
إذا الفقد سنة كونية لا مفر منها .
ليكن ابتعاد الاحبة جسديا فقط .ولنؤمن ان هناك
عالما يجمعنا خلف هذا العالم الحسي المادي ..
عالم تسكنه الارواح الطيبة النقية !
لذا الاحبة موجودون معنا دوما روحا وذكرى طيبة
ومستقبلا مخبوءا.
نقول : (الذين نحبهم لا نودعهم لاننا في الحقيقة لا نفارقهم
,لقد خلق الوداع للغرباء ..وليس للاحبة )
ولإبن القيم قولا مطولا في هذا المجال ,في كتابه القيم
(الروح)
فالابتعاد يعيننا على رؤية الاحباب جيدا..نرى ملامحهم
بوضوح مرتفعاتهم سماواتهم أقمارهم وشموسهم ,
كلها لاتظهر إلا اذا خرجنا من مدنهم تمااااما كما المسافر
لا يدرك روعة بلاده إلا عندما يرتحل منها ..
متعة الاشياء ليست في امتلاكها بل في تحري قدومها ..
الامتلاك اولى مراحل الفقد بينما الانتظار هو جنة الخلود
السرمدي ..إن صورة الاشياء الحاضرة في اذهاننا
أخلد وأدوم حتى وإن غابت صورها الحسية من أمامنا .
فالخيال والاحلام والذكريات عوالم نحملها معنا حيث كنا .
دون ان يخفف وقعها او تضمر عضلاتها ..
لو اسقطنا نظرية الفقد على أم رأسها سيكون
كل شيء حاضرا ذهنيا في عقولنا دون ان يغرب لحظة .
تصبح الحياة أجمل لو تعاملنا معها بعفوية وبساطة .
تغدو أجمل لو أوجدنا لها تعبيرا سهلا ميسرا ..
أن معرفتنا لمساحة انفسنا ومحيطها وتقلباتها المناخية
وتضاريسها الطبيعية لشيء ضروري لا سيما
في متاهات هذا العالم الذي أغرق سكانه بطوفان المادة.
لذا التفكر في متاهات النفس يعد طوق نجاة لنا وقارب انقاذ!!
وباكثرواقعية ارى ان الحزن الدنيوي جزء من سعادتنا التي تعقبه .
تلك السعادة الوردية .حتى وان لم تأتي فيكفي توهمنا بقدومها
وانتظارنا لها على مرافئ الامل ..
كما تنتظر الامهات فلذات أكبادهم المهاجرة
وهن يحملن باقات الازهار ..
أكتوبر 3rd, 2012 at 7:41 م
هناك أنواع من الحزن …..في القلب والعقل وفي القلب ما هو متشعب وهو فطري نتلمسه منذ الولادة ومع أول صرخة ويبدأ بالتطور شيئا فشيئا حتى يتسلل الى عقولنا فيتبلور بأشكال أخرى ويسلب من القلب الكثير من احزانه كالحزن على الوالدين والاخوه والاخوات والاقارب وماديات الحياة الاخرى ليحل محلها فراق الابناء والاحبة ومع من اعتدنا ان نكون معهم عشقا او حبا ……….
موضوع رائع وشوق والابحار فيه كالرحلة بين متاهات الاكون وصفت وأبدعت وربما لان ما طار من الافكار الي ادرجتها فقد أختزلت منها الكثير ولي عودة
شكرا لك ولدعوتك الكريمه
أكتوبر 3rd, 2012 at 11:48 م
الموضوع الذي تطرقت له في حقيقته فكري فلسفي يستدعي
منا التفكر فيه لأنه حقيقة واقعة في حياتنا ، ولكن ألا
ترين معي أن كل الأحزان صغرت أو كبرت ، أو حتى الفقد
للأشخاص أو الأشياء مآل نتائجها إلى مستودع الصبر
والسلوان ولا أقول مع فقدها فقدت قيمتها المعنوية
لا أبدا ولكن أقول … لم نجتر ما مضى وفات إذا كان
سينغص علينا حياتنا فقد يكون هذا الحزن سببا
لأفراح قد تأتي لاحقا ، أو فقد بعض الأشياء تكون فيه
مصلحة لنا ، أو حتى فقد عزيز ، أو حبيب فيه مراجعة
لتذكره وتذكر الفائدة التي أتتنا من وجوده بيننا
مما يدفعنا إلى البحث بقوة لأن نجد من كان مثله أو
أحسن منه وإن لم يكن فعلى الأقل نستفيد من تركته
ونفيد من يأتون من بعدنا بهذه التركة فيكون لفقده
فائدة جمة ، وهذا رأيي في الأحزان ، والفقد أما عن
هذه فقد أعجبتني كثيرا ألا وهي
((متعة الاشياء ليست في امتلاكها بل في تحري قدومها ))
رائعة هذه المقولة ، إذ قبل تملك الشيء الذي وعدنا
بقدومه ، كم يجعلنا فرحين به ونحن نحلم به ونمني
النفس بالمتعة التي سنلقاها حين يتحقق وجوده بين
أيدينا ، وبالفعل حين يصل كم نفرح به ولكن وبعد فترة
من الزمن يصبح هذا الشيء عاديا جدا وقد نمل منه
بل قد نهمله وأكثر … فقد نتخلص منه .
سيدتي هذه سنة الحياة ، وهذه السنة تعلمنا أن هذه
الحياة وبكل زخرفها سنفارقها إلى غير رجعة لا محال
وبما أنها الحقيقة ، فلم لا نوطن أنفسنا لاستقبال
الأفضل طالما أن الأفضل له طريقه ، والأسوأ له طريق ؟
وأن لا نعطي هذه الدنيا أكثر مما تستحق ، بل نجعلها
جسرا نعبر من فوقه للأفضل .
أما عن هذه …
(( فالخيال والاحلام والذكريات عوالم نحملها معنا حيث
كنا دون ان يخفف وقعها او تضمر عضلاتها ))
فهذه حقيقة تلائم وجودنا في هذه الحياة ولكن بعد أن
نغادر هذه الدنيا سوف لن يكون لها قيمة أبدا لأن في
عالم البرزخ سيكون كل شيء حقيقي فلا أحلام ولا خيالات
ولا ذكريات لأنها لن يعود لها ساعتها أي نفع لأن قوانين
هذا العالم تختلف كليا عن قوانين هذا العالم الذي
نعيشه الآن ، فهل تتفقين معي في هذا ؟
أما عن هذه قد أختلف معك فيها جزئيا …
(( لو اسقطنا نظرية الفقد على أم رأسها سيكون
كل شيء حاضرا ذهنيا في عقولنا دون ان يغرب لحظة .
تصبح الحياة أجمل لو تعاملنا معها بعفوية وبساطة .
تغدو أجمل لو أوجدنا لها تعبيرا سهلا ميسرا ))
الفقد ليس نظرية كما تفضلت بل هو حقيقة واقعة ،
ثم أن الحياة لن يستطيع أحد أن يجد لها تعبيرا
سهلا ميسرا بل هي معادلة صعبة شائكة جدا ، وصعوباتها
دائما في ازدياد فهذه سنتها التي شاءها اللـه لها
فمهما حاولت إيجاد طرق تيسرها ، أو تبسطها ، أو
تسهلها ستجدي أن لا بد لها من منغصات تعيد لك صعوبتها
وبموجب هذا علينا أن لا نهتم لها فقط لبعض الجزئيات
منها ما يهم مسؤوليتنا أمام اللـه في الآخرة وصدقيني
لو قلت لك أن الحياة ممر وليست دار مستقر .
قد تقولين ماله وقد اصبح يتحدث بلسان غير الذي
كنت أتأمله منه ، سأجيبك بأن مقالتك رائعة وهي التي
أوجبت أن يكون ردي بهذا الشكل ، وما أدراك أن قاريء
هذا المقال أو كاتبته أصبحوا بعد كتابته وقراءته في
خبر كان فماذا سينفعنا أن نكافح لجعل هذه الحياة
مرفهة فالأنبياء والأمثل والأمثل لم يعيروا هذه الحياة
اهتمامهم بل اهتموا جل ما اهتموا به هو حسن خواتيمهم
لعلمهم إن طال العمر أو قصر لا بد لهم بأن يغادروها
وإلى الأبد هههههههه ولكن تأكدي بأنني أتمنى لك طول
ولكن لنتفق على أن لا نعير هذه الحياة أي اهتمام
إلا ما يخصنا منها لآخرتنا ، وأنا آسف إن لم أكن قد
وفقت للوصول لما ترمين إليه والذي لا أدري ما هو
ههههههههه أو لعلني قد وفقت وما أدراني فهذا جوابه
عندك وأرجو أن أناله … لقد أطلت كثيرا وآسف لهذا
أيضا والذي يشفع لي عندك هو موضوعك الغني المتشعب
الذي جعل تعليقي أطول من موضوعك نفسه هههههههه
دمت باحثة مستنيرة نشيطة في كل ما هو مفيد ومغر
لتناوله من أوسع الأبواب ولتعذريني وليعذرني الجميع .
والسلام عليكم
عـــلاء الـــصالح
أكتوبر 4th, 2012 at 6:13 ص
اضفت بردك الراقي جوانب اخرى اثرت الادراج وان كنت انتظر المزيد من رأيك ..
شكرا لك دوما
أكتوبر 4th, 2012 at 6:56 ص
…..
قلت
(الموضوع الذي تطرقت له في حقيقته فكري فلسفي يستدعي
منا التفكر فيه لأنه حقيقة واقعة في حياتنا ، ولكن ألا
ترين معي أن كل الأحزان صغرت أو كبرت ، أو حتى الفقد
للأشخاص أو الأشياء مآل نتائجها إلى مستودع الصبر )
حقا ففي كل الامور لنا الخيار في تحجيمها أو تقليص
دورها بحسب أهميتها ..
ماعدا الموت الرهيب ومايتركه من شعور رهيب وصدمة
عند الجميع ..
……………
قلت
(أو فقد بعض الأشياء تكون فيه
مصلحة لنا ، أو حتى فقد عزيز ، أو حبيب فيه مراجعة
لتذكره وتذكر الفائدة التي أتتنا من وجوده بيننا
مما يدفعنا إلى البحث بقوة لأن نجد من كان مثله أو
أحسن منه وإن لم يكن فعلى الأقل نستفيد من تركته
ونفيد من يأتون من بعدنا بهذه التركة فيكون لفقده
فائدة جمة ، وهذا رأيي في الأحزان )
نعم فالخيرة فيما يختاره الله لنا فهو العالم بما يفيدنا ويضرنا وعلينا التسليم لقضائه ..
اشكرك على اعجابك بالمقولة واتفاقنا عليها (الحمدلله )
((متعة الاشياء ليست في امتلاكها بل في تحري قدومها ))
………….
قلت
(وهذه السنة تعلمنا أن هذه
الحياة وبكل زخرفها سنفارقها إلى غير رجعة لا محال
وبما أنها الحقيقة ، فلم لا نوطن أنفسنا لاستقبال
الأفضل طالما أن الأفضل له طريقه ، والأسوأ له طريق ؟
وأن لا نعطي هذه الدنيا أكثر مما تستحق ، بل نجعلها
جسرا نعبر من فوقه للأفضل .)
ايضا نعم
فمن وضع امامه نهاية للطريق الذي من اللازم والمهم جدا ان يكون مستقيما
وان له بابان فقط اما الى جنة عرضها السماوات والارض .او نار والعياذبالله .
لكان كالزاهد في الدنيا الخائف الوجل اليقظ
هذا ان كان له قلب وهو مايهمنا ..
…………..
اما ((( لو اسقطنا نظرية الفقد على أم رأسها سيكون
كل شيء حاضرا ذهنيا في عقولنا دون ان يغرب لحظة .
تصبح الحياة أجمل لو تعاملنا معها بعفوية وبساطة .
تغدو أجمل لو أوجدنا لها تعبيرا سهلا ميسرا ))
الفقد ليس نظرية كما تفضلت بل هو حقيقة واقعة ،
ثم أن الحياة لن يستطيع أحد أن يجد لها تعبيرا
سهلا ميسرا بل هي معادلة صعبة شائكة جدا ، وصعوباتها
دائما في ازدياد فهذه سنتها التي شاءها اللـه لها
فمهما حاولت إيجاد طرق تيسرها ، أو تبسطها ، أو
تسهلها ستجدي أن لا بد لها من منغصات تعيد لك صعوبتها
وبموجب هذا علينا أن لا نهتم لها فقط لبعض الجزئيات
منها ما يهم مسؤوليتنا أمام اللـه في الآخرة )
فالله المستعان على مصاعبها وكدرها !!
اخيرا استاذي
اماالرد المطول فهذا ماكنت اتوقعه منك ..فلا بأس
ان الفكرة وصلت واضفت لها ابعاد اخرى .
ليكن الحزن كالفرح اوقات تمر وتمضي فلا شيء يدوم
ولا شيء يكتمل فهي دنيا وليست جنة
فان سمعنا صوتا بداخلنا يعاتبنا على افعالنا واقوالنا ويقول هذا حلال وهذا حرام !!
فالحمد لله عندها نعلم اننا على قيد الحياة …
اشكرك على حضورك الكريم
أكتوبر 4th, 2012 at 1:53 م
هو مرور لإلقاء التحية والإطمئنان عن أحوالكم كأخت
عزيزة عسى أن تكونوا بخير وترفلون بالصحة والعافية .
أصلح اللـه بالنا وبالكم آمين
والسلام عليكم
عـــلاء الـــصالح
أكتوبر 4th, 2012 at 5:32 م
أكتوبر 4th, 2012 at 5:51 م
قد يكون الحزن طريق لثورة داخلية يكون من نتائجها خروج شرارة الابداع وقد تكون طريق للانطواء والاحباط الكاسر
اشكرك اختنا الكريمة على طرحك الرائع
تحياتى ِ
أكتوبر 5th, 2012 at 1:44 م
بورك فيك وشكرا لك استاذ علاء الفاضل
أكتوبر 5th, 2012 at 1:46 م
الروعة في مروركم
شكرا لك
أكتوبر 5th, 2012 at 1:53 م
حفظكم الله من كل مكروه
شكرا لحضورك القيم
أكتوبر 4th, 2012 at 5:41 م
الاخت الغالية زهرة الزهور
مضوع رائع يستحق فعلا القراءة لما فيه من استبيان لمفهوم الاحزان
تحياتى لك
أكتوبر 9th, 2012 at 5:32 ص
أكتوبر 22nd, 2012 at 1:45 ص
صفحات مدونتك كلهاهادفة وترمز لمعانى كثيرة وكلماتها لها سلاسة مميزة سعدت بقرائتها رغم حزن موضوعها الله لايوريكى حزن ابدا
أكتوبر 24th, 2012 at 4:20 م
هو ادراج حاولت فيه توضيح بسيط لمعاني الحزن
عندما يداهم احدنا .
دمت بفرح وسرور وعيدكم مبارك
اسعد بزيارتك الحلوة