الثلاثاء، 26 مارس 2013

سيجئ الموت و ستكون له عينــاك

مئة وخمسون شاعراً منتحراً

 سيجئ الموت و ستكون له عيناك..لجمانه حداد

 


لاتقرؤوا هذا الكتاب

كتب ماجد الحجيلان

    قراءة أي كتاب هي دخول في مغامرة مع المجهول، وهي نوع من السياحة في عقول الآخرين التي تعرف ماينتظرك داخلها، وهذه السياحة في المعارف والتجارب لاتنطوي على لذة واستكشاف فحسب؛ بل إنها كثيراً ما تنطوي على قدر من الإزعاج والتحريض والاستفزاز، لأنها إذ تلج إلى الذاكرة تحتل مساحة في العقل والنفس معا وتصفع وراءها الباب، فلا تغادر أبدا، سواء كان الكتاب المقروء شعرا أم رواية أم سيرة أم عملا فكريا.
فماذا إذا كانت هذه القراءة عن مئة وخمسين شاعرا منتحرا في القرن العشرين للتعرف على عوالمهم ومختارات من أشعارهم ونبذ عن سيرهم؟ لاشك أنها ستكون أكثر إقلاقاً وأعمق تأثيرا، لأن القارئ سيكون على شفا الاتصال التليباثي معهم، وهو أمر يوشك على الإيقاع بصاحبه بما ينطوي عليه من حمولة عالية من التوتر والحظورة، وبخاصة إذا دخل القارئ عميقا في سيرة هؤلاء الشعراء، إذ سيجد نفسه مستلبا لأفكار سوداء، وحيوات رمادية وباهته، لكن شعرية ومتوقدة.
الكتاب الذي أعدته الشاعرة والمترجمة والصحافية جمانة حداد وصدر عن (دار النهار) و(الدار العربية للعلوم) في بيروت تحت عنوان (سيجيء الموت وستكون له عيناك - مئة وخمسون شاعرا انتحروا في القرن العشرين) هو فعلا كتاب (مستفز وعدواني بسبب هويته الانتحارية) كما يصفه الناشر في تصديره للكتاب، فهو سياحة شعرية وإنسانية في عقول شعراء من العالم أجمع، أوروبيين وأفارقة، آسيويين وعربا، وأميركيين، جامعهم الوحيد هو أنهم اختاروا إنهاء حياتهم بشكل مأساوي تراجيدي في هذا القرن، ولايوجد سبب آخر يمكن أن يجمعهم في مختارات أخرى سوى الانتحار، لتفاوت تجاربهم ومستوياتهم وبلدانهم ولغاتهم.
ولذا يجد تحذير القارئ من الدخول في عوالم هؤلاء قبل استشارة طبيبه، فالأنفس الرهيفة الضعيفة سرعان ما تنكسر وتتهشم، لأن الكتاب مزلزل وعنيف وصاخب وسوداوي، وكما حرثت جمانة حداد قبور مئة وخمسين شاعراً؛ فإن كتابها يحرث النفس وينبش دفائنها، والمذهل فيه أن مؤلفته لاتقع في فخ الوعظ والخطابية كما فعل هاني الخير في كتابه (لماذا انتحر هؤلاء) لكنها منذ الغلاف حتى آخر صفحة تقع تحت سطوة شعرية الانتحار، فالكتاب مهدى لجدتها (جميلة) المنتحرة بدورها عام 1976، وعنوانه هو العنوان ذاته الذي اختاره لمجموعته الشعرية الشاعر الإيطالي تشيزاري بافيزي الذي انتحر صيف عام 1950بابتلاع حبوب منومة، ومن اللافت أن الممثلة الأميركية التي عشقها بافيزي وانتحر لأجلها لم تعره أي اهتمام حين سئلت عنه، وقالت: لم أكن أعرف أنه كاتب لديه كل هذه الشهرة! وقد أنفق وضاح شرارة في صحيفة الحياة مقالة طويلة لا تفهم منها الا احتجاجه على السين في العنوان، وتحفظه عن ترجمة المقطع الشعري على هذا النحو، وربما لايكون السبب لغويا فحسب، فهو سائغ من حيث السلامة النحوية، لكنه عنوان مهشم موسيقيا، وبشكل خاص إذا كان شعرا، وكان يمكن أن يكون المقطع الموت.. وتكون له عيناك)، لكن هذا ليس المأخذ الوحيد على العنوان؛ فهو بالغ الترف في شعريته، بينما تتسم عناوين المقتطفات الأدبية والمختارات الشعرية التي يندرج تحتها مضمون الكتاب بنوع من الصرامة والمباشرة، بسبب من جديتها وانطوائها على معنى البحث والجمع والاستقصاء، ولذا فإن البذخ المجازي غير مناسب للعنوان، هذا فضلا عن أن مقطوعة الشاعر الإيطالي ليست معبرة تماماً عن مضمون الكتاب لولا شرح العنوان، فكان يمكن أن يظن أنها مجموعة شعرية خاصة أو مترجمة للشاعر الإيطالي ذاته، وبخاصة أن إخراج الغلاف لم يكن موقفا كثيرا بتهميشه لشرح العنوان، لكن المترجمة والأنثولوجيست المحترفة استسلمت للشعرية دوما.
وهذا الكتاب لقي احتفاءً كبيراً في الأوساط الأدبية والثقافية فور صدوره، ليس فقط لندرة هذه المختارات الشعرية النوعية، ولا لأن معدتها شاعرة ناشطة وحاضرة بقوة؛ ولكن لأنه كتاب جديد كليا بقدر ما هو أصيل وراسخ، إنه كتاب مانع وممنوع، آثم وخلاق، عدائي حتى العظم ومسالم حتى الفناء، برغم كل محاولات الاستنقاص والاستصغار التي جابهته وستجابهه، وبرغم استفحال باسم المرعبي في التفتيش عن مصادر الكتاب ومؤلفته، فألمازق في التعامل مع أي نتاج لجمانة حداد أنها شابة حسناء وعزباء تجيد سبع لغات، ويتنوع نشاطها بين شعر وترجمة ومقالات ومحاورات وأعمال صحافية ومواهب أخرى متعددة، وهي بعد هذا كله تنجز عملا تقوم به عادة مؤسسات ثقافية كاملة من بحث وترجمة وتصنيف وتبويب، ولذا ينفرز حولها وأعمالها فريقان؛ معجبون بشغف، وناقمون أبدا متتبعون للزلات والهنات.
والشاعرة تتوافر على وسواس لغوي وشعري حاد، يطبع أعمالها بالشعرية أولا وبالتنقيح والتنضيد اللغوي ثانيا، ويصعب معها رصد أي زلات لغوية إلا ما ندر، عند قراءة هذه المختارات المترجمة، عدا العربية منها، يمكن ملاحظة أنها كتبت بنفس شعري واحد ومتقارب، برغم حرص الشاعرة على التنويع وتلبس كل حالة شعرية على حدة، والشعرية التي تستغرق فيها جمانة حداد برزت كثيراً في تقديمها الموفق للكتاب، فهي تحدثت عن قصة العمل ومنهجها في الترجمة يقارب ستين صفحة أغلقت فيها كل الأبواب أمام من يتتبع الزلات في أعمال موسوعية كهذه، وهي لاتتواضع كثيرا فتذكر جهدها وتعبها وأناها الحاضرة مع كل الشعراء وانتحارها معهم بكل الطرق، كما أنها لا تزعم اشتمال المختارات على كل شيء، بل تنتظر زيادتها وتعديلها في طبعات قادمة، وقد انحازت في مقدمتها إلى الشعر أكثر مما يتوقع في مثل هذا العمل من دراسة نفسية أو نقدية على سبيل التقديم، والح عليها السؤال الأهم: هل ينطوي انتحار الشاعر على معنى شعري؟
هذا ما سجلته الشاعرة والمترجمة في صفحات هذا التقديم وأخذت بقارئها عبر أسئلة متسلسلة، ورغم أنها وصفت الشاعر المنتحر بأنه قاتل ومجرم بامتياز، إلا أنها، بدافع من كونها شاعرة، وقعت تحت السطوة الشعرية للانتحار، ولذا فإن حافز المنتحرين كما وصفته قد يكون (جوعا إلى الظهور) وليس (امحاًء ولا استسلاما بالضرورة) بالإضافة إلى المعاني الفلسفية والجودية التي ينطوي عليها الخلاص من الذات بعد دمارها كلياً.
لكن الانتحار، حقيقة، بما هو زهد في الحياة وتقزيم لها، لاينطوي عند تأمله على فضيلة بصفته المجردة، إلا بما يبرره من دوافع ومسببات، (كالاعتفاد) عند العرب الأوائل وهو تفضيل الموت جوعا على سؤال الناس، وما يرد في الأدبيات البحرية بوصفه تقليدا مهنيا يقضي بغرق القبطان مع سفينته على نحو مافعله الكابتن إدوارد سميث قبطان التايتانيك، أو الفدائية الوطنية كما لدى الكاميكازيين اليابانيين والفدائيين الفلسطينيين وغير ذلك من مبررات يمكن أن تختلف أو تتفق معها، لكن النظر إلى الانتحار المجرد شعريا بوصفه خلاصاً وفداء وفلسفته على أنه ترفع ونزاهة؛ إنما يناقض كل معطيات علم النفس والاجتماع معا، فالمنتحر قد يكون معتلا وفاشلا ويائسا لا أكثر ولا أقل، والشعراء بما ينطوون عليه من رهافة وجنون وتوتر وحساسية عالية؛ هم أكثر عرضة من غيرهم لهذا النوع من الانهزام الخطير، وطلب الموت، رغم كل مايفسره، ورغم كل ما يحمله معناه من تقشف وزهد؛ إنما هو أنانية، وتخل وعجز عن مواصلة المشوار الذي يواصله المهزومون في الأرض جميعاً، وكل المعتلين الأشقياء من غير الشعراء، لكن انحصار عالم الشاعر في ذاتيته المستغلقة هي السبب الأول في امحاء الأمل وعدم تجدده كل صباح.
ووصف الشعراء المنتحرين بذلك، لا يدل على شيء سوى إنسانيتهم، ولا يهين شعرهم قدر ما يرفعه، فالشعر ذاته هو رفعهم إلى الضوء وإلا غابوا في ظلام الآلاف الثمانية الذين ينتحرون يوميا، قيمة الشاعر منحصرة في شعريته، وكما جرى الشعر على ألسنة النبلاء والمصلحين واللطفاء والمسالمين، فإنه قد جرى بشكل أكثر توقدا وجنونا على ألسنة شذاذ ومجرمين ولصوص وأفاقين ومعتلين، لم يخرجهم شعرهم من اقترافاتهم، ولم يخرجوا الشعر من شعريته، ولا شك ان القارئ العادي يريد رغما عنه أن تكون هذه القصيدة الرائعة صادرة عمن يمثل قيمها الشعرية في سلوكه وأخلاقه، وهو ما يبرر غفرانه لخطايا الشاعر بما فيها الانتحار وتفتيشه عن أي سبب شعري أو أخلاقي لها، لكن الواقع نقيض ذلك في معظم الأحوال، فكثير من الذين يتحدثون في قصائدهم عن العزة والكرامة هم متملقون ومداحون، وكثير ممن يتحدث عن الثورة والتضحية والفداء هم جبناء وخونة، ولطالما جرى أجمل الشعر على لسان اقبح الناس شكلا وخلقا وأنتنهم رائحة وروحا، لكن ذلك إن لم يرفعهم هم لم ينزل بالشعر أبدا.
وعلى الرغم من أن النبذ الواردة في هذا الكتاب عن الشعراء كانت موجزة حد الابتسار، الا انها كانت كافية جدا لمعرفة أسباب الانتحار التي اجتهدت المعدة في ايرادها قدر المستطاع، وبشكل خاص للشعراء الخمسين في القسم الأول، فمعظمهم كانت أسبابهم خيبات شخصية، وعجزا عن مواصلة الحياة أو التفاعل معها، فضلا عن غيابهم الذهني عن محيطهم، فالعديد منهم كانوا مرضى نفسيين أو مدمنين أو عشاقا مجانين ومفؤودين او شذاذا ومرتكبين، وقلة منهم كانت لهم أسبابهم السياسية أو الثقافية، وهو المترع الذي غالبا ما تحاك حوله الحكايات والأساطير للذتها وسهولة نسجها، وأشهر المنتحرين من العرب كان خليل حاوي وتيسير سبول اللذين قيل الكثير حول احباطهما من الخيبات العربية السياسية في الحرب مع إسرائيل، وهو أمر لا يمكن الاطمئنان له الا اذا تضافرت معه عوامل أخرى أكثر فعالية في انفصالهما عن محيطهما الاجتماعي، إذ تقول القاصة العراقية ديزي الأمير ان خليل حاوي كان عصبيا ومستوحدا ومتوترا باستمرار، وطالما هددها بالانتحار قبل وبعد فسخ خطوبتهما، ولذا لم تستغرب ابدا خبر اقدامه على التنفيذ، اما تيسير سبول فيمكنك الاستسلام لرواية زوجته الدكتورة مي يتيم، او الاختيار بين بحث سليمان الأزرعي الذي رجح اسبابا متضافرة لانتحاره، وبين ما ذهب اليه الدكتور عيسى الناعوري من ان مرضا نادرا أصاب عيني تيسير فأقعده في بيته وأسلمه لليأس ومن ثم تفضيل الموت.
والكتاب بحق (مقبرة ضخمة جريحة) كما وصفه أنسي الحاج، وهو شعري أكثر من كونه أكاديميا، رغم كل ما توافر عليه من جهد متميز في الاستقصاء والجمع وتحليل المختارات وترجمتها وترتيبها وتبويبها ودراسة لحيوات الشعراء، ووفق ما قدرته من جودة شعرهم، ورغم انها شرحت في المقدمة أسباب التصنيف الا انه كان لافتا أن عددهم صار مئة وخمسين بالضبط، وكل قسم من الأقسام الثلاثة ضم خمسين شاعرا بالتمام والكمال، ولا يسع القارئ الاختلاف حول أسباب التصنف فهي مبررة وعلمية لكن النتيجة لافتة وإشكالية، وأجمل ما فيها الاعتراف بأن هذه الانطولوجية ستظل غير مكتملة ومحتاجة الى اضافات وزيادات في طبعات لاحقة، فالعدد الفعلي لا يمكن حصره، والمصادر القديمة والمستجدة ستكشف يوما إحصاءات ومعلومات أكثر.
وقد اعترفت جمانة حداد بأنها انحازت للشعراء العرب حين أحصت خمسة عشر شاعرا عربيا منتحرا في هذا الكتاب، رغم عدم رضاها هن شعرية بعضهم، وهم توزعوا على أقسامه الثلاثة، فبعضهم كانت المصادر عنه قليلة جدا، وبعضهم كان ضعيف الموهبة أو انتحر صغيرا، لكن الجامع بين خليل حاوي ومنير رمزي وعبدالباسط الصوفي وانطوان مشحور وتيسير سبول وعبدالرحيم ابوذكري وابراهيم زاير وصفية كتو وقاسم جبارة وعبدالله بوخالفة وكريم حوماري وأحمد العاصي وفخري أبوالسعود وفاروق اسميرة ومصطفى محمد؛ كان الانتحار وحده، وهم موزعون على الدول العربية الآتية: لبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر والسودان والجزائر والمغرب.
وكانت معدة الانطولوجية قد حرصت على الإشارة لشعراء لم يردوا فيها لعدم توافر مصادر ورقية أو الكترونية عن أعمالهم أو سيرهم، وذكرت من العرب أمل جنبلاط التي أصدرت ديوانا واحدا بالفرنسية، لكنه كان لافتا ايراد الشاعرين المصريين فخري أبوالسعود وأحمد العاصي في (احصاء الظلال) الذي يخص من لم يعثر لهم على نتاج أو دواوين، لأن فخري ابوالسعود كان حقه الشعري ان يورد في الانطولوجية الكبرى وأن يولى اهتماما أكبر من منير رمزي على سبيل المثال، فأبوالسعود الذي أطلق رصاصة على رأسه عام 1940، ولما يبلغ الثلاثين، له ديوان مطبوع واشار اليه خليل الشيخ في كتابه (الانتحار في الأدب العربي) الذي هو أحد مصادر المؤلفة، وأورد الشيخ نماذج مميزة من شعر أبي السعود الذي نشر ايضا في مجلة (الرسالة) و(الهلال) و(المقصف) وقصائده ذات مستوى رفيع، والأمر ذاته تماما يحدث مع أحمد العاصي فقد أورده خليل الشيخ وكتب عنه سليمان الأزرعي كما أشار زكي مبارك إلى طريقة انتحاره، فقد سكب مادة كاوية على جسده وظل يراقبها حتى وصلت الى قلبه، وهو الانتحار الأدبي العربي الأول عام 1930حسب خليل الشيخ، أما غياب الشاعر المصري صالح الشرنوبي تماما عن الانطولوجية فهو أمر يصعب تبريره، لأن معظم الكتابات عنه أكدت انتحاره برمي نفسه تحت عجلات القطار عام 1951بعد أن ترك في جيبه ورقة توصي أهله بطباعة ديوانه، وهو شاعر رومانتيكي صعلوك رغم تعليمه الديني، نشر في الأهرام وعمل فيها، والمصادر عنه متوافرة فقد كتبت عنه عدد من الدراسات، وطبعت له مجموعات شعرية كثيرة، وأعمال أخرى، وعمل في مهن متعددة كما الصحافة والفن، وكتب عنه عدد من أبرز الأدباء المصريين مثل كامل الشناوي وصديقه صالح جودت، وقد قدم لأحد دواوينه علي أحمد باكثير، وقال عنه العقاد انه (لو عاش لبز شوقيا).

فالشرنوبي اذاً، أولى من كثير من الشعراء العرب الذين وردوا في هذه المختارات، وليس يبرر خلوها من سيرته ونماذج من شعره، بموهبته الشعرية الفذة وحياته الصاخبة، الا نفي خبر وفاته منتحرا، وهو ما يحتاج بحثا وتأكيدا تتوافر عليه معدة الكتاب، وبخاصة أنها لم تزعم الكمال لهذه المختارات الفريدة، ولو لم يكن لها في هذا العمل الا البادرة والجمع والترجمة لكان عملا استثنائيا اذ يقوم به فرد واحد، فكيف وقد قدمت عشرات الشهادات في حقه من مترجمين وصحافيين محترفين، غير ان الكمال عسير إن لم يكن مستحيلا في مثل هذه الأعمال، وكما قال أحد المعجميين (حسبك اذا فرغت من الجمع والتصنيف ألا يلعنك الناس).

هذا الكتاب هو مشروع حديث ونادر بعد رحيل الموسوعيين العرب والأكاديميين المتخصصين في الأعمال البحثية المجهدة والتي تتطلب سنوات من الدأب والتعب، وموضوعه (الانتحاري) جاذب ومرهب وأخاذ، ويتطلب حذرا شديدا عند مقاربته، لأن الجمع بين عشرات الشعراء المجانين في دفتي كتاب واحد والخوض في سيرهم وأعمالهم له ما بعده، فهؤلاء قوم حسب أبي فراس لا توسط عندهم.. لهم الصدر دون العالمين أو القبر.

هناك 5 تعليقات:

  1. كتاب مثير للجدل بسبب عنوانه المستفز ..
    وقيل عنه ..
    جاء اختيار هؤلاء أولاً وآخراً لأنهم شعراء، ولأنهم انتحروا، ولأن القرن العشرين كان لحظة موتهم، فجاءوا من جنسيات وأعراق وثقافات وأديان وطبقات اجتماعية مختلفة ومتباينة، فرقهم امتداد الأرض، ووحد بينهم الشعر والموت ولحظته، أو كما كتبت المؤلفة " نعم. مئة وخمسون، في القرن العشرين، انتحروا. مئة وخمسون شاعراً وشاعرة، من ثمانية وأربعين بلداً، من جهات الأرض الأربع، احتقروا، بعشرين لغة مختلفة، وباثنتي عشرة طريقة مختلفة، هذه الحياة الإنتحارية".

    ردحذف
  2. الاخت الرائعة دوما زهرة الزهور
    اولا : الله يعطيك الف عافية لمجهوداتكم الرائعة والجبارة التى تقومون بها لقطف كل ما هو جديد لتقرأه وهذا ليس بالهين عليك
    ثانيا : أحيكم على هذا الموضوع الرائع وكل ما تأتى به فنحن تعايشنا معكم فى كل ما هو جديد ولا تبخلى به علينا
    تحياتى لكم

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لحضورك وتعليقك عمدة مكتوب الكبير
      وجمعة مباركة على الجميع

      حذف
  3. الاخت زهور الريف..تحية على الموضوع الجميل ..رغم سوداويته..!!!وطرح رائع من كاتب المقال بحق الكتاب ...ان الشعراء واغلبهم وكما ذكر المقال بانهم متأزمين....ومعذبين وساخطين ...لذلك هم يكتبون ...وبفعل نفسيتهم الهشه ممكن ان يقدموا على الانتحار.. فاغلب الشعراء ذوي نفسيات عاطفيه رقيقه لا تتحمل الضغوط...!تعرفنا على بعض منهم من خلا ل المقال......اشكرك وكما عادتك...على نشر ومناقشة روائع الفكر الانساني..جاء هذا الكتاب في سياقه....تحيه

    ردحذف
  4. شكرا لتعمقك بالادراج وقرائتك له .

    كتاب مختلف وطرح وافي من المؤلفة جمانة حداد
    وتسليط الضوء على عالم شعري يخفى على البعض ..

    ( لأنه كتاب جديد كليا بقدر ما هو أصيل وراسخ، إنه كتاب مانع وممنوع، آثم وخلاق، عدائي حتى العظم ومسالم حتى الفناء، برغم كل محاولات الاستنقاص والاستصغار التي جابهته وستجابهه)

    جمعة مباركة استاذ بحر العلوم

    ردحذف